New interview
وباء فيروس كورونا يحدث تغييراً جذرياً في مجال الرعاية الصحية العقلية تؤدي مترافقةً بالقلق الناجم عن العزل إلى ارتفاع هائل في استخدام تطبيقات الصحة العقلية والعلاج عن بُعد. نشهد ارتفاعاً كبيراً في استخدام تطبيقات الصحة العقلية.
تساعد هذه التطبيقات في زيادة الرعاية أو توسيعها. وعندما يتم استخدامها باعتبارها أدوات قائمة بذاتها للقيام بتدخلات فردية، فهناك دليل جيد من التحليلات التجميعية على أنها قد لا تكون بنفس فعالية أو كفاية العلاج وحده..
وفي دراسة نُشرت في مجلة الجمعية الطبية الأميركية JAMA وأجريت على مجموعتين من المرضى، حصلت المجموعة الأولى على العلاج السلوكي المعرفي عبر الهاتف بينما التقى المرضى من المجموعة الثانية بالمعالِج وجهاً لوجه. وقد وجدت الدراسة أن المرضى من كلتا المجموعتين قد شهدوا تحسناً في حالة الاكتئاب، ولكن مع بعض الاختلافات؛ ففي حين أن عدداً أكبر من مرضى مجموعة العلاج عبر الهاتف قد التزموا بالعلاج، فإن نسبة أعلى منهم قد انتكست وعاودتها حالة الاكتئاب بعد ستة أشهر. بينما كان معدل التزام مرضى المجموعة الثانية بالعلاج أدنى بقليل، ولكنهم صمدوا لفترة أطول من دون انتكاسات. هناك مشكلة أخرى وهي أنه يصعب على المستهلكين الثقة في مدى فعالية التطبيق. وتقوم العديد من تطبيقات الصحة العقلية بتسويق نفسها عن طريق الاستشهاد بالدراسات العلمية.
هناك بعض الأدلة على وجود فعالية كبيرة لاستخدام هذه التطبيقات عندما يكون هناك شخص بشري على الطرف الآخر من الخط. ووفقاً لتوروس، فقد وجدت دراسة العام 2019 أنه عندما تضمن أحد التطبيقات علاجاً أو تفاعلاً مع شخصٍ آخر، ارتفعت معدلات الانخراط في العلاج، ووجد الناس فائدة أكبر في هذه الحالة مما لو استمعوا ببساطة إلى تسجيل صوتي أو تتبعوا حالة مزاجهم. لا يزال مستقبل الرعاية الصحية العقلية غير واضح في عالم قد تستمر فيه العزلة الذاتية لأشهر، وتكون خلالها الطريقة الوحيدة الممكنة للتواصل مع الآخرين هي عبر جهاز رقمي. وبالتالي، لا تمثل الهواتف الذكية بوابة محتملة لرعاية الصحة العقلية فحسب، وإنما يمكنها أيضاً أن تغير بشكلٍ جذري ما يعنيه الذهاب إلى عيادة الطبيب.
أعتقد أن هذه قد تكون اللحظة في تاريخ الطب النفسي التي نشهد فيها قيام الناس بزيادة إقبالهم على الحصول على الرعاية الصحية النفسية.